الإجراءات المحاسبية والمالية: ركيزة أساسية نحو الاستدامة المؤسسية
الإجراءات المحاسبية والمالية: ركيزة أساسية نحو الاستدامة المؤسسية
في كل عام، ومع نهاية دورة العمل السنوية، تقف المؤسسة الليبية للتقنية عند محطة مهمة تُعبر عن التزامنا بالمهنية والشفافية في كل ما نفعله. في هذه المحطة، نُعد حساباتنا الختامية بكل نزاهة ووضوح، في صورة توضح جهود فريق العمل، والتحديات التي واجهناها، وكيفية توجيه الموارد لتحقيق أهدافنا.
إن الالتزام بالمراجعة المالية السنوية ليس مجرد إجراء إداري، بل هو جزء من رؤيتنا المؤسسية. نطلب من المراجع الخارجي أن يجري فحصًا دقيقًا ومحايدًا لكل تفاصيل الحسابات، ليقدم لنا تقريرًا ماليًّا وفنيًّا شاملًا عن أبرز الأخطاء المحاسبية إن وجدت، وسبل تصحيحها. هذا التقرير لا يقف عند حدود الأرقام، بل يتعداها ليقدم توصيات حقيقية تُعرض على مجلس الأمناء؛ بهدف تحسين الأداء المالي وتعزيز كفاءة الصرف.
لا نكتفي بذلك. بل نعمل على تقديم صورة واضحة لداعمينا، وأعضاء المؤسسة ولجانها الإدارية، عن كيفية توجيه المصروفات وتفاصيل الصرف. نضع بين أيديهم ملفات تشرح طبيعة الإنفاق، مع التركيز على توزيع الموارد بما يحقق أقصى فائدة مجتمعية.
ومن منطلق حرصنا على العمل وفق أفضل المعايير، نضع قاعدة صارمة: ألا تتجاوز المصروفات التشغيلية نسبة 20% من إجمالي الميزانية. إن هذه السياسة لا تعبر عن حرصنا على كفاءة استخدام الموارد فقط، بل هي تأكيد على أننا نوجه جُل طاقتنا ومواردنا نحو المشروعات والأعمال التي تخدم أهداف المؤسسة ورسالتها.
كل مشروع ننفذه، وكل عمل نعمله، يكون وفق ميزانية مقترحة بعناية، وخطة عمل محكمة، وإستراتيجيات واضحة تهدف لتحقيق الأثر الأكبر بأقل تكلفة. هذا النهج يجعلنا أكثر قدرة على مواجهة التحديات، وأكثر استعدادًا للاستمرار بثقة واستدامة.
ما نفعله ليس مجرد إجراءات مالية، بل هو التزام مؤسسي وأخلاقي نحو مجتمعنا وشركائنا وأعضائنا. هذه الأعمال المتكاملة جعلت من المؤسسة الليبية للتقنية كيانًا أكثر رسوخًا ومهنية، ومثالًا يحتذى به في العمل المجتمعي والتقني.
إن المهنية ليست مجرد قيمة نؤمن بها، بل هي أسلوب حياة نتبعه في كل خطوة، فهي ليست ما يعزز الثقة بيننا وبين داعمينا فقط، بل ما يجعلنا جميعًا، فريقًا واحدًا، أكثر إيمانًا بقضيتنا وأهدافنا.
وحتى الخاطرة القادمة، أحييكم وأتمنى لكم المزيد من النجاح والإنجازات في أعمالكم ومساعيكم.
مساء يوم الجمعة لحظة خروجي من مكتب الأستاذ نجم الدين