كيف أثّر تدريب الشباب الليبي في رؤيتي: رحلة تمكينهم من خلال البرنامج المهني
كيف أثّر تدريب الشباب الليبي في رؤيتي: رحلة تمكينهم من خلال البرنامج المهني
عندما بدأت العمل على هذا البرنامج، كنت أشعر بالكثير من التحديات التي تواجه الشباب الليبي في سوق العمل. كنت أرى الارتباك في عيونهم، ذلك الإحساس بالضياع والبحث عن طريق واضح. لكن مع الوقت، أدركت أن ما يحتاجونه ليس الكثير، بل مجرد فرصة تُظهر لهم ما يمكنهم تحقيقه.
ما يميز هذا البرنامج بالنسبة لي هو أننا لم نركز فقط على تعليم المهارات التقنية. كانت رؤيتنا أعمق من ذلك بكثير. أردنا أن نساعدهم على التعرف على أنفسهم، على قدراتهم التي ربما لم يدركوها من قبل. بالنسبة لي، هذا هو السر: أن تجعل الشخص يرى الإمكانيات العظيمة التي يحملها بداخله، ويبدأ في الإيمان بنفسه.
من أين نبدأ؟
في بداية البرنامج، نطلب من المتدربين أن يخوضوا اختبارًا بسيطًا لتقييم مهاراتهم. قد يبدو وكأنه اختبار عادي، لكن بالنسبة لنا، هو أداة لفهم قصصهم بشكل أعمق. وبعد كل اختبار، أجلس مع كل متدرب بشكل فردي، ليس فقط لنناقش النتائج، بل لنطرح عليهم أسئلة تُركّز على تطلعاتهم واحتياجاتهم، مثل:
· ماذا تتوقع أن تحقق من هذا البرنامج؟
· ما هي المهارات التي تعتقد أنك تمتلكها الآن؟
· ما هي القدرات التي ترغب في تطويرها لتشعر بالثقة في سوق العمل؟
تلك الجلسات تكون دائمًا مليئة بالحديث الصادق. ما يميزها هو أنها تفتح أعيننا وأعينهم على الفرص، وتساعدنا على تصميم تجربة تدريبية تناسب كل فرد منهم بشكل خاص.
الرحلة الحقيقية
التدريب ليس فقط عن تعلم شيء جديد، بل عن تجربة. طوال فترة البرنامج، أحرص أنا والفريق على أن نكون بجانبهم في كل خطوة. نتابع تقدمهم، نحتفل بإنجازاتهم الصغيرة، ونساعدهم على تخطي أي عقبة.
وأجمل جزء في هذه الرحلة هو النهاية. عندما نجلس معهم مجددًا بعد انتهاء البرنامج لنراجع تطورهم. نرى كيف تغيرت طريقة تفكيرهم، كيف ازدادت ثقتهم بأنفسهم، وكيف بدأوا يدركون حجم الإمكانيات التي يمتلكونها. هذه اللحظة هي التي تجعل كل الجهود تستحق العناء.
لماذا نستمر؟
أكثر ما يلهمني للاستمرار هو رؤية الأثر الذي يتركه هذا البرنامج على المتدربين. عندما أرى أحدهم يحصل على وظيفة كان يحلم بها، أو يبدأ مشروعًا صغيرًا خاصًا به، أو ببساطة يشعر أنه أصبح أفضل نسخة من نفسه، أشعر أننا نحدث فرقًا حقيقيًا.
بالنسبة لي، هذا البرنامج ليس مجرد تدريب تقني. إنه فرصة لتغيير حياة شخص، لتمنحه الأمل، لتفتح له أبوابًا كان يعتقد أنها مغلقة.
“أؤمن بأن كل شاب ليبي لديه مكان في هذا العالم، ودور يلعبه. نحن هنا فقط لنساعدهم على إيجاد هذا المكان.
– تسنيم المغربي | مسئول البرنامج المهني.