أدوات الوصول

Skip to main content
المؤسسة الليبية للتقنية
المؤسسة الفكر: من الفكرة إلى التنفيذ

    المؤسسة الفكر: من الفكرة إلى التنفيذ

    كثيرًا ما أفكّر وأتساءل: ما أعظم إنجاز يمكن تقديمه؟ هذا سؤال جعلنا نتريّث أشهرًا عند تأسيسنا للمنظمة في 25-8-2020. كيف يجب أن ننتقل من مجرد جمعية أو منظمة أو مؤسسة أو كيان تقليدي إلى شيء يستمر ويقدّم ما هو غير مسبوق، وأن نكون –كما يقال بالإنجليزية – .Game changer

    في رحلة الإجابة عن هذا السؤال استمر العمل الداخلي وتكوين ما أسميه “المنظمة التقنية الفكر”. خمسة أشهر من التخطيط والتفكير والكتابة من “أنظمة داخلية ولوائح وأهداف وخطط وقاعدة شركاء وداعمين”، وقد شارف شهر فبراير من عام 2021 على النهاية، ولا يوجد من معالم المؤسسة التي يصبو إليها العشرات إلا الفكر والفكرة والأفكار وكثير من التفكير. وفي لحظة توفيق كنت مستعدًا للرد على الهاتف في مساء اعتبرته الأكثر إحباطًا وحزنًا، من شخص أسميه “الداعم الملائكي”، فهو لا يعرف أنه داعم وصديق وعون لي. سألني قائلًا: “أمين، شكلك تعبت، هانت وفرجت، وبعون الله تستقر البلاد الفترة القادمة وتقدر تحقق الكثير في بيئة الاستقرار. اهتم بنفسك، سلام”.

    انطلقت وكونت مقترحات وتحولت من “المؤسسة الفكر” إلى “مؤسسة تنفيذ الأفكار”… مؤسسة تسريع العمل… العمل المتواصل…

    في الرحلة إلى ما وصلنا له اليوم، مررنا بالكثير من العقبات والأحداث النضالية والصعوبات والتحديات والتضحيات، ونضجت الأفكار لتصبح مقولة: “إن تغلبنا على المشكلة فقد زادت من رصيدنا، وإن تغلبت علينا المشكلة يكفينا شرف المحاولة، وأن نخطو خطوات لم يخطُها أحد من قبل في ليبيا. في هذه الطريق نتعلم ويزيد الرصيد”.

    أن تكون فجأة رئيس مجلس إدارة مؤسسة مجتمع مدني “كل تمويلها محلي” وجل مصروفاتها التشغيلية من دعم نقدي غير مشروط “محلي أيضًا”، كان سابقة في وقت كانت فيه الجمعيات تتقاتل من أجل الدعم والتمويل الأجنبي بالدولار واليورو. وكما يقول إخوتنا في مصر: “أعمل إيه؟”.

    أصبحنا نفكر في خطط وإستراتيجيات وأعمال تُنفّذ، ومشروعات تعمل ومشروعات تتوقف. أجمع الخبراء والمتخصصين، وواجهتنا مشكلات مالية على الدوام: كيف سندفع كل هذا؟ مصاريف الخبراء والموظفين والإيجارات والمعدات. لا نستطيع الاعتماد على التطوع دائمًا، فهو مقتل عشرات المؤسسات التي كانت فاعلة في حينها، ولا نستطيع الدفع على الدوام، فحينها نفقد “المؤسسة الفكر”.

    جاءت الفكرة: يجب أن نبيع تنفيذ أفكارنا، وأن نكون الطرف المهم الذي لن يتخلى عنه الداعمون أو المجتمع أو الأجهزة والهيئات الحكومية.

    فأصبحت الكلمة المتداولة لي في المقر والاجتماعات: “يا سادة، نحن مستمرون بالقدر الذي نحقق به فائدة للمجتمع… أيا كانت هذه الفائدة، سواء خدمات أو سياسات أو مواجهات من أجل الجمهور، أو تمثيل، أو مساهمة، أو دعم، أو احتفال، أو نشاط”.

    وتحضرني حادثة في أواخر 2021 عندما قررت شركة “هاتف ليبيا” زيادة أسعار تأجير الكوابل (الألياف البصرية) لتصبح بدل المسافة إلى السعة، وهو ما قد يسبب زيادة في الأسعار من 10 إلى 100 ضعف؛ وهذا سيكون كارثة على كل الشركات الخاصة والعامة، ومن ثم زيادة الأسعار على المواطنين.

    تدخلت أنا ومعي عدد من الخبراء بإحضار كافة شركات القطاع الخاص، لتكوين تقرير أشبه بالعريضة لإقناع كل من #هاتف_ليبيا و#القابضة_للاتصالات، ليأتي الرد من أعلى هرم الاتصالات باستثناء القطاع الخاص من قائمة أسعار الـMPLS، وليكون إنجازًا آخر يُضاف إلى رصيدنا، فلن تُرفع الأسعار على المواطنين أو الشركات.

    هنا تطورت أفكار بقاء هذا الجسم لتصبح: “هيا بنا نحقق الكثير من الإنجازات التي تصبح رصيدًا، وأن تصبح حاجة المجتمع لنا بثقته في رصيدنا”.

    مرت الأيام والأسابيع والأشهر والسنوات، ونحن على مقربة من السنوية الرابعة، لأجد المؤسسة ومحركاتها تعمل على مدار 24 ساعة، سواء بالعمل من المنزل أو التدريب أو الخدمات أو الاجتماعات أو اللقاءات أو الأحداث أو المراجعات أو اتخاذ القرارات أو المشاركة في القرار، من ناحية .Civil Society

    وبما أن أعظم إنجاز يمكن تحقيقه هو “نقل المعرفة”، فقد دربنا في هذا العام 9 أشخاص على آخر ما توصل إليه العالم في الأدوات التقنية، وعمل الإدارات، والجودة، والمهارات الشخصية، والاستشارات الفنية؛ ليكونوا مدرَّبين على العمل في أصعب الظروف، مسلحين بأقوى المهارات اليومية.

    وجدت أن المؤسسات والشركات لا تسمح للخريجين بالتدرب لديها، فهي تريد موظفًا جاهزًا. أما هنا فيستطيع الموظف أن يعمل في بيئة الإنتاج دون أن يضرّنا، فخرجت منا كلمة عفوية: “ليش لا؟”.

    إلى هنا أكون قد لخّصت جزءًا –ولو بسيطًا– في مساء الخميس، في الحلقة الثانية من أدبيات المؤسسة الليبية للتقنية بعنوان: “المؤسسة الفكر”.

    وحتى الحلقة القادمة والخاطرة القادمة من هذه الأدبيات… هذا أمين صالح يتمنى لكم أوقاتًا طيبة.

    #أدبيات_المؤسسة_الليبية_للتقنية