رؤية المؤسسة نحو عام 2025 وما بعده: الحلم يصبح خطة، والخطة تتحول إلى واقع.
رؤية المؤسسة نحو عام 2025 وما بعده: الحلم يصبح خطة، والخطة تتحول إلى واقع.
عندما ننظر إلى مسيرتنا حتى الآن، نجد أنفسنا أمام لوحة متكاملة الألوان، مزيج من التحديات والإنجازات، الأخطاء والدروس، الطموحات والواقع. ومع دخولنا عامًا جديدًا، فإننا نفتح صفحة جديدة في كتاب المؤسسة الليبية للتقنية، صفحة تحمل عنوانًا رئيسيًا: “الاستدامة المؤسسية والرؤية الممتدة”.
لقد تعلمنا من تجاربنا السابقة أن العمل الحقيقي لا يكمن في عدد المشروعات المنجزة فقط، بل في قدرة المؤسسة على الاستمرار والتأثير على المدى الطويل. هدفنا في المرحلة القادمة هو ترسيخ مفهوم “المؤسسة التي لا تتوقف”؛ سنركز على بناء أنظمة تشغيلية مرنة، وخطط إستراتيجية مستدامة، وفرق عمل مدربة قادرة على التعامل مع متغيرات الزمن. هذه الرؤية تتطلب منا عملًا جادًّا على تطوير الأداء الداخلي وتحقيق التوازن بين الاحتياجات المحلية والتطلعات العالمية.
ليبيا بحاجة إلى تحول رقمي شامل، وهذه ليست مجرد فكرة نتداولها أو شعار نرفعه، بل حقيقة نسعى لتحقيقها. نؤمن أن هذا التحول يبدأ من المؤسسات الصغيرة والكبيرة، ثم يمتد ليصل إلى الأفراد والمجتمع كله. في هذا الإطار، نعمل بلا كلل لتعزيز شراكاتنا مع القطاع الخاص والمؤسسات الحكومية. نحن نطمح إلى تقديم استشارات تقنية متخصصة تُحدث فرقًا حقيقيًّا، وإطلاق مبادرات مجتمعية تستهدف رفع الوعي الرقمي، وتمكين الناس من استخدام التقنية في تحسين حياتهم وأعمالهم.
في السنوات الماضية، كان التدريب محورًا رئيسيًّا في عملنا، ومع ذلك، لا يزال أمامنا الكثير لنقدمه. نطمح في المرحلة القادمة إلى بناء منظومة تدريبية أكثر تطورًا وشمولية.
التحديات التي تواجهنا ليست غريبة عنا. لقد أثبتنا قدرتنا على مواجهة العقبات وتجاوزها في أصعب الظروف. في المرحلة القادمة، سنعمل على تعزيز الثقة بين مختلف القطاعات والمجتمع، وسنحرص على مواجهة التغيرات السياسية والاقتصادية بمرونة وذكاء، مع الحفاظ على استقلالية المؤسسة وتطوير مصادر تمويل مستدامة، سيكونان في قلب إستراتيجيتنا لضمان استمرار العمل بنفس الزخم والقوة.
المؤسسة الليبية للتقنية ليست مجرد مبنى أو فريق عمل، إنها فكرة متجددة، ورؤية تكبر كل يوم، وأمل يشع في كل زاوية من وطننا. نعلم أن الطريق ليس سهلًا، لكنه مملوء بالفرص التي نستطيع استثمارها. نحن مستعدون للمرحلة القادمة بكل شغف وطاقة، وسنعمل بكل ما لدينا لنرتقي بمستوى التقنية والمجتمع في ليبيا.
كنا مع قدوة مؤسسات المجتمع المدني التي تسير بخطوات ثابتة نحو نمو متزايد، على رغم كل حقول الألغام التي نسير فيها، فإن القبض على جمرة الإرادة هو ما يجعلنا نستمر في هذا الاستمرار ونصنع الفرق الذي يصنع فرقًا.
حتى المقالة القادمة، هذا أمين صالح، العضو والعامل والمتخصص والمؤمن بالقضية، يتمنى لكم عامًا مملوءًا بالإنجازات والإبداع.